
هذه ليست قصة خيالية، بل تجربة حقيقية أجريت قبل أكثر من 100 عام، وما زالت تُعتبر من أكثر التجارب النفسية إثارة للجدل والرعب في تاريخ علم النفس: تجربة "ألبرت الصغير" (The Little Albert Experiment).
🔎 القصة الكاملة لتجربة "ألبرت الصغير"
في عام 1920، قرر العالِمان جون واتسون وروزالي راينر اختبار نظرية "التعلم الشرطي الكلاسيكي" على طفل رضيع عُرف باسم "ألبرت".
كان الهدف هو معرفة: هل يمكن برمجة الخوف لدى البشر بنفس الطريقة التي برمج بها "بافلوف" الكلاب؟
-
في البداية، كان "ألبرت" طفلًا هادئًا لا يخاف من الحيوانات أو الأشياء من حوله.
-
قام الباحثون بإحضار فأر أبيض صغير أمامه، وكان يلعب به دون أي خوف.
-
لكن بعدها، بدأوا بقرع صوت مزعج ومرتفع جدًا (طرق على الحديد) في كل مرة يقترب فيها "ألبرت" من الفأر.
-
شيئًا فشيئًا، ارتبط وجود الفأر عند الطفل بالصوت المخيف، وبدأ "ألبرت" يشعر بالرعب والبكاء كلما رأى الفأر، حتى من دون الصوت.
-
الأخطر من ذلك، أن الخوف امتد ليشمل أرانب، كلاب، وحتى أقنعة بابا نويل!
⚠️ لماذا تُعتبر هذه التجربة مرعبة؟
-
انتهاك أخلاقي: استُخدم طفل لا حول له ولا قوة في تجربة مؤلمة نفسيًا، دون موافقة أو حماية حقيقية.
-
غياب العلاج: لم يتم "إزالة" الخوف أو علاج "ألبرت"، وترك ليعاني من الرهاب المكتسب.
-
تأثير طويل المدى: لا يعرف العلماء بدقة ما حدث لـ "ألبرت" بعد التجربة، لكن بعض الروايات تشير إلى أنه عاش حياة طبيعية، بينما يرى آخرون أنه ربما تأثر نفسيًا.
🌍 أثر تجربة "ألبرت الصغير" على علم النفس
رغم قسوتها، ساعدت التجربة في إثبات أن الخوف ليس غريزة فقط، بل يمكن تعلمه واكتسابه.
لكنها أيضًا كانت سببًا في وضع قوانين صارمة لأخلاقيات البحث النفسي، خاصة فيما يخص حماية الأطفال والمتطوعين.
🧩 الخلاصة
تجربة "ألبرت الصغير" تكشف لنا الجانب المظلم من العلم:
👉 هذه التجربة تُذكّرنا بأن التقدم العلمي يجب أن يسير دائمًا جنبًا إلى جنب مع الأخلاق.