
هل تعلم أن التوقف عن مضادات الاكتئاب قد لا يكون مجرد "مرحلة قصيرة" كما يعتقد الكثيرون، بل قد يؤدي إلى أعراض انسحابية شديدة وطويلة الأمد تستمر لأشهر وربما سنوات؟
ما هي مضادات الاكتئاب ولماذا يستخدمها الملايين؟
مضادات الاكتئاب تُستخدم لعلاج الاكتئاب، القلق، واضطرابات المزاج، وتعمل على تعديل كيمياء الدماغ لرفع مستويات "السيروتونين" و"النورأدرينالين". لكن المشكلة تبدأ عند التوقف المفاجئ أو السريع عن هذه الأدوية.
أعراض الانسحاب: ليست بسيطة كما يُعتقد
وفقًا لدراسات حديثة، أكثر من 50% من المرضى يعانون من أعراض انسحابية عند التوقف عن الدواء. هذه الأعراض قد تشمل:
-
دوخة ودوار متكرر.
-
صداع شديد واضطراب في النوم.
-
قلق مفرط أو نوبات هلع.
-
أعراض جسدية مثل الرجفة وآلام العضلات.
-
ارتداد الاكتئاب أو ظهور أعراض أشد.
المفاجأة أن هذه الأعراض قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات عند بعض المرضى، مما يجعل رحلة التوقف أصعب بكثير مما يتوقعه الطبيب أو المريض.
لماذا يحدث الانسحاب بهذه القوة؟
الدماغ يتكيف مع وجود مضادات الاكتئاب، ومع غيابها المفاجئ يحتاج إلى وقت طويل لإعادة التوازن الطبيعي للناقلات العصبية. وهذا التكيف هو ما يفسر شدة وطول فترة الأعراض.
كيف يمكن التوقف بأمان؟
الخبراء يؤكدون أن الحل ليس في التوقف المفاجئ، بل عبر خطة تدريجية يشرف عليها الطبيب النفسي. وتشمل:
-
خفض الجرعة ببطء على مدى أسابيع أو أشهر.
-
متابعة الأعراض بشكل دوري.
-
دعم نفسي وسلوكي خلال المرحلة.
-
استراتيجيات نمط حياة صحي مثل الرياضة والنوم الجيد والتغذية السليمة.
الخلاصة
التوقف عن مضادات الاكتئاب ليس قرارًا بسيطًا، بل رحلة معقدة تحتاج إلى وعي وتخطيط ودعم طبي. وإذا كنت تفكر في التوقف، لا تفعل ذلك وحدك، بل استشر طبيبك لتجنب الانسحاب القاسي.