
هذا السؤال المثير كان محور دراسة جديدة كشفت أن التوحد قد يكون مرتبطًا بجينات ورثناها من إنسان النياندرتال، الذي عاش قبل عشرات الآلاف من السنين.
وفقًا للبحث المنشور حديثًا، فإن بعض الأفراد المعاصرين الذين لديهم نسب أعلى من DNA النياندرتال، أظهروا علامات أكثر وضوحًا مرتبطة بالتوحد. وهذا الاكتشاف يفتح بابًا جديدًا لفهم أصل الاضطرابات العصبية من منظور تطوري.
🧬 ما علاقة النياندرتال بالتوحد؟
من المعروف أن البشر المعاصرين (Homo sapiens) اختلطوا بالنياندرتال قبل حوالي 60,000 عام عند هجرة البشر من إفريقيا إلى أوروبا وآسيا. نتيجة لذلك، يحمل معظمنا ما بين 1-4% من جينات النياندرتال في حمضنا النووي.
الدراسة الجديدة أظهرت أن بعض هذه الجينات ربما لعبت دورًا في تشكيل وظائف الدماغ وسلوكياته، بما في ذلك أنماط التفكير المرتبطة بالتوحد.
🧠 كيف تؤثر هذه الجينات على الدماغ؟
-
بعض جينات النياندرتال المرتبطة بعمل المشابك العصبية قد تجعل الدماغ يعالج المعلومات بشكل مختلف.
-
هذه الاختلافات قد تفسر لماذا يكون بعض الأشخاص أكثر ميلًا إلى التركيز العميق أو التفكير النمطي.
-
في الوقت نفسه، قد ترتبط بصعوبات في التواصل الاجتماعي.
🌍 لماذا هذا الاكتشاف مهم؟
-
يقدم فهمًا تطوريًا جديدًا للتوحد.
-
يوضح أن السمات التي نعتبرها اليوم "اضطرابات" قد تكون لعبت دورًا تكيفيًا في الماضي.
-
قد يفتح الباب أمام طرق علاج وتشخيص أكثر دقة.
🧩 خلاصة
هذا البحث لا يعني أن كل حالات التوحد جاءت من النياندرتال، بل يوضح أن تاريخنا الجيني المشترك قد يكون ساهم في تشكيل الطريقة التي يعمل بها دماغ الإنسان حتى اليوم.
فالإنسان الحديث هو في الحقيقة مزيج من الماضي والحاضر، وما نحمله من جينات قديمة قد يكون له أثر عميق على حياتنا المعاصرة.