هل الفيروسات سبب في الإصابة بالفصام؟

 

الفصام (Schizophrenia) من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، ويصيب نحو 1% من سكان العالم. لعقود، كان العلماء يركزون على الأسباب الوراثية والكيميائية العصبية، لكن أبحاثًا حديثة تشير إلى احتمال أن تكون بعض الفيروسات عاملًا محفزًا لظهور المرض، خصوصًا عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي.

الأدلة العلمية

تراكمت في السنوات الأخيرة أدلة مثيرة للاهتمام تربط بين العدوى الفيروسية والتطور اللاحق للفصام. على سبيل المثال:

  • التعرض للفيروسات أثناء الحمل: تشير الدراسات إلى أن إصابة الأم بفيروسات معينة أثناء الثلث الثاني من الحمل قد يزيد من خطر إصابة الجنين لاحقًا بالفصام.

  • التأثير على الجهاز المناعي: العدوى الفيروسية قد تُحدث تغيرات طويلة الأمد في الجهاز المناعي، مما يؤثر على الدماغ ووظائفه.

  • فيروسات مثل HSV وInfluenza: تم ربط بعض الفيروسات كفيروس الهربس البسيط (HSV) أو الإنفلونزا الموسمية بزيادة احتمالية الإصابة.

الآلية المحتملة

الفيروسات قد تسبب التهابًا دماغيًا منخفض الدرجة يستمر لفترات طويلة، أو تؤدي إلى نشاط مناعي ذاتي ضد أنسجة الدماغ. هذه العمليات قد تؤثر على الدوبامين والجلوتامات، وهما ناقلان عصبيان لهما دور رئيسي في الفصام.

الدراسات الجينية والمناعية

  • بعض الطفرات الجينية تجعل الأفراد أكثر عرضة للاستجابة المفرطة للعدوى، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة.

  • مؤشرات الالتهاب في الدم و السائل الدماغي الشوكي لدى بعض مرضى الفصام تدعم فرضية وجود مكوّن مناعي أو فيروسي.

هل يمكن الوقاية أو العلاج عبر مكافحة الفيروسات؟

لا يوجد حتى الآن علاج مضاد للفيروسات مُثبت كخيار للفصام، لكن تجارب سريرية تُجرى حاليًا لاختبار أدوية مضادة للفيروسات على بعض المرضى. كما يُنظر للتطعيمات أثناء الحمل كوسيلة وقائية غير مباشرة.

خاتمة

رغم أن الفيروسات ليست السبب الوحيد للفصام، فإن تراكم الأدلة يجعلها عاملًا يستحق المزيد من البحث. الجمع بين الحماية المناعية، والرعاية الصحية للأم أثناء الحمل، والرصد المبكر للأعراض النفسية، قد يكون مفتاحًا لتقليل خطر الإصابة.

 

2025 © جميع الحقوق محفوظة - اخبار الصحة والتعليم العالمية