
لطالما اعتبرنا تدخين اللحوم نوعًا من الفنون الطهوية أو إضافة مميزة للطعم، لكن أبحاثًا أثرية جديدة تقترح أن البشر القدامى ربما بدأوا هذه العادة ليس من أجل النكهة، بل كوسيلة ضرورية لحفظ الطعام.
🔍 دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة علمية متخصصة تقترح أن البشر القدامى، قبل ما يقارب 1.9 مليون سنة، اكتشفوا أن تعريض اللحم للدخان والنار بشكل غير مباشر يُبطئ من تعفنه ويُطيل فترة صلاحيته، مما أتاح لهم تخزين الطعام لفترات أطول خلال فترات الجفاف أو الهجرة.
👣 الأدلة جاءت من مواقع أثرية في أفريقيا، حيث وُجدت عظام حيوانات محترقة في كهوف تدل على استخدام النار لأغراض غير الطهي الفوري، بل ربما كطريقة لحفظ اللحوم.
💡 وفي ظل غياب التبريد، يبدو أن الدخان كان أحد الحلول الطبيعية والفعالة، إذ أن المركبات الكيميائية الناتجة عن احتراق الخشب (مثل الفورمالدهيد والفينولات) لها خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، ما يجعل اللحم المُدخَّن أكثر أمانًا وأطول عمرًا.
🌍 ومع تطور المجتمعات، تحوّلت الحاجة إلى تقليد اجتماعي ومذاق مميز، وانتشرت تقنيات التدخين في جميع الثقافات تقريبًا، من السكان الأصليين في الأمريكتين إلى القبائل الآسيوية والأوروبية.
🤔 هل يمكن اعتبار تدخين اللحوم واحدًا من أقدم الابتكارات الصحية في تاريخ البشر؟ وهل يفتح هذا الاكتشاف الباب لفهم أوسع لعلاقة الإنسان بالطعام، ليس كوسيلة للبقاء فقط، بل كوسيلة تطور وابتكار؟