الفيزيائي الذي أكل اليورانيوم المشع ليُثبت أنه غير ضار!

في عالم الفيزياء، لا يخلو التاريخ من شخصيات غريبة الأطوار، ومواقف تتحدى المنطق. لكن إحدى أكثر القصص التي تُروى بدهشة حتى اليوم، هي عن الفيزيائي الأمريكي Harold McCluskey – أو كما يُعرف أحيانًا بـ “الرجل الذي أكل اليورانيوم”.

في خمسينيات القرن الماضي، كان الخوف من الإشعاع النووي في أوجه، خاصةً مع بداية الحرب الباردة وتجارب القنابل النووية. وسائل الإعلام والسينما ساهمت في نشر الذعر، وربطت أي كلمة مثل "يورانيوم" أو "إشعاع" بالموت الفوري أو التشوهات.

لكن وسط هذه الهستيريا، وقف أحد العلماء وقال: "الخوف من الإشعاع مبالغ فيه".

لم يكن مجرد تصريح نظري، بل قرر أن يُبرهن للجمهور بأن ليست كل المواد المشعة خطيرة كما يُشاع.

💥 فماذا فعل؟

في أحد المؤتمرات العامة، وقف هذا العالم أمام الحضور، وأخرج علبة صغيرة من جيبه تحتوي على كمية ضئيلة جدًا من يورانيوم منخفض النشاط الإشعاعي. ثم، أمام الجميع، ابتلعها بكل هدوء!

الصدمة خيّمت على القاعة، بعض الحاضرين كانوا يعتقدون أنه ارتكب انتحارًا علنيًا. لكن مرت الأيام، والأسابيع، والشهور… ولم يصب الرجل بأي مكروه!

🧬 ما السر؟

الحيلة تكمن في النوعية والكمية. هناك أنواع من اليورانيوم تكون منخفضة الإشعاع بدرجة كبيرة، خاصة اليورانيوم الطبيعي أو المخصب بدرجة قليلة، كما أن امتصاص الجسم له محدود.

طبعًا، هذا لا يعني أنه آمن للاستخدام العشوائي – فكل مادة مشعة تحتاج احتياطات صارمة – ولكن التجربة كانت تهدف إلى كسر الصورة النمطية لدى الناس، وأن الخوف لا يجب أن يحل محل الفهم العلمي.

🧠 الدرس الأهم:

العلم لا يتعلق فقط بالمختبرات والكتب، بل بالشجاعة، والتواصل مع الناس، وكشف الحقيقة. أكل اليورانيوم قد لا يكون الطريقة الأنسب اليوم لإقناع الجمهور، لكن تلك الحادثة سلّطت الضوء على نقطة هامة: العلم المبني على التجارب يُصحّح المفاهيم، ويزيل الخوف الزائف.

 

2025 © جميع الحقوق محفوظة - اخبار الصحة والتعليم العالمية