في عالم مليء بالتنوع البيولوجي والجيني، ما زالت دماء البشر تحمل في طياتها أسرارًا لم تُكتشف بعد. واليوم، يخطو العلم خطوة جديدة نحو المجهول، مع إعلان علماء الدم عن اكتشاف أندر فصيلة دم عرفها البشر على الإطلاق — فصيلة تُعرف باسم "ERA-negative"، وهي تختلف عن جميع فصائل الدم الأخرى المعروفة بما في ذلك فصائل Rh النادرة.

🔍 ما الذي يجعل هذه الفصيلة نادرة جدًا؟

عند الحديث عن فصائل الدم، فإن معظم الناس يعرفون النظام الشائع ABO وRh (موجب وسالب). لكن الحقيقة أن هناك أكثر من 43 نظامًا لتصنيف الدم في جسم الإنسان، وكل نظام يحتوي على عدد من المستضدات (antigens). فصيلة الدم الجديدة هذه لا تفتقر فقط إلى مستضد ERA، بل لا تحتوي أيضًا على عدد من المستضدات الأخرى، مما يجعلها نادرة بشكل لم يُسجّل من قبل.

🧫 من هو الشخص الذي اكتُشفت لديه هذه الفصيلة؟

تم اكتشاف الفصيلة لدى مريض يخضع لفحوصات روتينية في الهند، حيث لاحظ الباحثون أن دمه لا يتفاعل مع أي من الأجسام المضادة المعتادة المستخدمة في الاختبارات المخبرية، وهو ما دفعهم لإجراء مزيد من التحاليل الدقيقة التي كشفت عن غياب تام لبعض المستضدات النادرة. الفحوص الجينية أكدت أن هذه الفصيلة جديدة كليًا على العلم.

⚠️ ما أهمية هذا الاكتشاف؟

رغم أن الحالة الصحية لصاحب هذه الفصيلة مستقرة، فإن أهميتها الطبية تتجاوز الحالة الفردية. هذه الفصيلة:

• تفتح أبوابًا جديدة في علم المناعة ونقل الدم.

• تُعقّد من فرص إيجاد متبرعين متوافقين في حال احتاج المريض إلى نقل دم مستقبلاً.

• تُلقي الضوء على إمكانية وجود فصائل دم نادرة غير مكتشفة بعد، خاصة في المناطق ذات التنوع الجيني الكبير.

💉 ماذا يعني هذا بالنسبة للطب الحديث؟

أحد أكبر التحديات في طب نقل الدم هو التعامل مع الحالات النادرة. هذا الاكتشاف سيدفع بنوك الدم حول العالم إلى توسيع اختبارات الفحص الجيني، خاصة في الحالات التي يُرفض فيها الدم المنقول بدون تفسير واضح. كما أنه يدعم توجهًا جديدًا نحو التبرع المُستهدف، حيث تُسجّل خصائص دم المتبرعين النادرين لتلبية احتياجات طبية محددة.