🦇 لماذا الخفافيش مقاومة للسرطان؟ السر يكمن في جيناتها الفريدة

في عالم الحيوان، تثير الخفافيش الدهشة ليس فقط لقدرتها على الطيران في الليل أو استخدامها لتحديد المواقع بالصدى، بل أيضًا لميزة بيولوجية غامضة تميزها عن غيرها من الثدييات: مقاومتها الاستثنائية للسرطان.

رغم أعمارها الطويلة نسبيًا وأجسامها الصغيرة — وهو مزيج عادةً ما يرتبط بمعدلات عالية من السرطان — إلا أن الخفافيش نادرًا ما تُصاب بهذا المرض القاتل. فبينما تُسجَّل إصابات متكررة بالسرطان في القوارض والحيوانات الأخرى، تكاد تكون حالات السرطان في الخفافيش نادرة للغاية، وحتى الآن لا توجد بيانات واضحة تؤكد إصابة خفاش بري بسرطان بشكل طبيعي.

فما السر وراء ذلك؟ إليك ما كشفته الدراسات الحديثة:

🧬 1. الجينات الخارقة: إصلاح الحمض النووي بكفاءة غير عادية

الخفافيش تمتلك نسخًا فريدة من الجينات المسؤولة عن إصلاح الحمض النووي (DNA repair). ومع تقدم العمر أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية والفيروسات، تتلف الخلايا، وتزيد احتمالات الطفرات المسببة للسرطان. لكن في حالة الخفافيش، تقوم أنظمتها الجينية بإصلاح هذه الطفرات بسرعة وكفاءة، مما يمنع تطور الأورام الخبيثة.

🔥 2. السيطرة على الالتهاب

في معظم الثدييات، تؤدي العدوى أو تلف الخلايا إلى استجابة التهابية شديدة، وهي أحد عوامل تعزيز نمو الخلايا السرطانية. لكن الخفافيش طورت قدرة مذهلة على كبح الالتهابات المزمنة. حيث تعمل جيناتها على تنظيم بروتينات الالتهاب بشكل متوازن، مما يخلق بيئة غير مواتية لنمو السرطان.

🦠 3. تعايش مع الفيروسات

الخفافيش هي "الخزانات الطبيعية" للعديد من الفيروسات مثل إيبولا، كورونا، وسارس. لكنها لا تمرض من هذه الفيروسات كما يفعل البشر. ويُعتقد أن جهازها المناعي المتطور، الذي يبقي الفيروسات تحت السيطرة دون ردود فعل مناعية مفرطة، يلعب دورًا في الوقاية من الأورام أيضًا.

⚖️ 4. توازن بين التدمير والبقاء

تملك الخفافيش آليات بيولوجية تعزز من موت الخلايا المعيبة ذاتيًا (apoptosis) قبل أن تتكاثر وتتحول إلى خلايا سرطانية. هذا "الانتحار الخلوي" المنظم هو أحد خطوط الدفاع الأساسية ضد السرطان.

🧪 هل يمكن للعلم أن يستفيد من هذه الظاهرة؟

نعم! بدأت فرق بحثية في دراسة الحمض النووي للخفافيش بهدف نقل تقنيات إصلاح الجينات أو تنظيم الالتهاب إلى علاجات بشرية مستقبلية. إذا تمكنا من فهم آليات الحماية الطبيعية لدى الخفافيش، فقد نفتح بابًا جديدًا في الوقاية والعلاج من السرطان.

✅ الخلاصة:

الخفافيش ليست فقط مخلوقات ليلية غامضة، بل هي كنز بيولوجي يحمل أسرارًا مذهلة في علم المناعة والوراثة. إذا فككنا شيفرتها الوراثية بالكامل، فقد تساعدنا في الإجابة عن أحد أعتى الأسئلة الطبية: كيف نهزم السرطان؟

 

2025 © جميع الحقوق محفوظة - اخبار الصحة والتعليم العالمية