
في عام 2011، شهد الطب واحدة من أندر الحالات في تاريخ طب الأسنان، حين تم تشخيص فتاة برازيلية تبلغ من العمر 11 عامًا بحالة نادرة للغاية تُعرف باسم فرط التسنين (Hyperdontia)، وهي حالة يتم فيها ظهور عدد غير طبيعي من الأسنان.
لكن ما يجعل هذه الحالة استثنائية هو ما كشفت عنه صور الأشعة البانورامية:
🔹 كانت الطفلة تمتلك:
📌 الإجمالي: 81 سنًّا في فم واحد!
لم تكن هذه الحالة مرتبطة بأي متلازمة وراثية، بل صنّفها الأطباء كحالة "غير متلازمة - Non-syndromic hyperdontia"، مما جعلها أكثر ندرة وتعقيدًا. بعد الفحوصات الجينية، تبيّن وجود انقلاب في الكروموسوم 9 (pericentric inversion)، والذي يُعتقد أنه ساهم في هذا التشوه الجيني.
⚙️ خطة العلاج: تدخلات دقيقة من تخصصات متعددة
للتعامل مع هذه الحالة الدقيقة والمعقدة، تم تشكيل فريق طبي من اختصاصيي الجراحة الفموية، تقويم الأسنان، أمراض اللثة، والتعويضات السنية.
أبرز مراحل العلاج:
-
تصوير شامل بالأشعة السينية البانورامية.
-
تخطيط تدريجي لخلع الأسنان الزائدة بطريقة لا تؤثر على بنية الفك أو نمو الوجه.
-
تقويم الأسنان على مدى سنوات لتصحيح الاصطفاف واستعادة الإطباق السليم.
-
إعادة بناء اللثة والأنسجة الفموية في بعض المناطق المتأثرة.
-
تركيبات تعويضية لتعويض أي فقد في البنية الطبيعية.
📚 لماذا هذه الحالة مهمة علميًا؟
-
نادرة جدًا: فرط التسنين بهذا العدد غير مسبوق في الأدبيات العلمية الحديثة.
-
غير مرتبطة بمتلازمات معروفة: معظم حالات فرط التسنين تكون ناتجة عن متلازمات جينية، أما هنا فالحالة كانت مستقلة تمامًا.
-
أظهرت نجاحًا علاجيًا بفضل التعاون متعدد التخصصات.
-
ساعدت في توسيع فهم الأطباء للارتباط بين التكوين الجيني وبنية الأسنان.
📌 خلاصة
هذه الحالة ليست فقط قصة إنسانية مدهشة، بل درس عميق في أهمية الطب التخصصي والتعاون الطبي، ودرس علمي يوضح كيف يمكن للجينات أن تُغيّر مسارات النمو الطبيعي بطرق مذهلة.
ربما كان في فم هذه الطفلة 81 سنًا… لكن العلم، بذكائه وتكامله، استطاع أن يُعيد لها ابتسامة سليمة، وحياة طبيعية.