
أصبح دواء Ozempic، الذي يُستخدم بشكل رئيسي في علاج مرض السكري من النوع الثاني، واحدًا من أكثر الأدوية شهرة في العالم خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد أن لاحظه الأطباء والمرضى يساعد على فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
لكن ظاهرة غريبة بدأت تثير فضول العلماء مؤخرًا: كثير من مستخدمي Ozempic يقولون إنهم بدأوا يشعرون بالاشمئزاز من اللحوم، والمأكولات المقلية التي كانوا يحبونها سابقًا! فما القصة؟ وهل هناك تفسير علمي وراء هذا التغير المفاجئ في التذوق والشهية؟
🔬 ما هو Ozempic؟
Ozempic هو الاسم التجاري لمادة semaglutide، وهي من فئة أدوية تُعرف باسم GLP-1 receptor agonists. تعمل هذه الأدوية على تنظيم مستوى السكر في الدم من خلال تعزيز إفراز الإنسولين، وإبطاء عملية إفراغ المعدة.
ولكن ما بدأ كعلاج للسكري، تحوّل إلى أداة فعالة لخسارة الوزن، حتى أصبح البعض يستخدمه "خارج التوصية الطبية" كمساعد للرجيم، مما دفع الباحثين لدراسة آثاره الجانبية غير المتوقعة.
🧠 الدماغ... مركز القرار في الشهية
عندما نتحدث عن "تفضيلات الطعام"، فإننا لا نتحدث فقط عن المعدة، بل عن الدماغ. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن أدوية مثل Ozempic تؤثر على مناطق معينة من الدماغ المرتبطة بالمكافأة، والمتعة، والإدمان.
هذا يعني أن الأشخاص الذين يستخدمون Ozempic قد لا يشعرون بنفس الرغبة أو المتعة عند تناول الطعام الدسم أو المقلي. في بعض الحالات، تتطور هذه الاستجابة إلى ما يشبه "النفور"، حتى من الروائح.
🍖 لماذا اللحوم والمقليات بالتحديد؟
حتى الآن، لا يوجد تفسير نهائي، لكن إحدى النظريات تقول إن الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة عالية مثل اللحوم الحمراء والمقليات، تتطلب مجهودًا هضميًا كبيرًا وقد تسبب "ردود فعل غثيان" عند من يتناولون Ozempic، بسبب تباطؤ الهضم.
والأكثر إثارة أن بعض المرضى بدأوا بتبني عادات غذائية أكثر صحية دون جهد، لأن الأطعمة غير الصحية لم تعد "مغرية" كما كانت.
⚠️ هل هذا شيء إيجابي؟
من ناحية، فإن الابتعاد عن الأطعمة غير الصحية قد يكون مفيدًا في إنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة. لكن من ناحية أخرى، فإن فقدان الشهية أو النفور المفاجئ من البروتينات الأساسية يمكن أن يؤدي إلى سوء تغذية أو اضطرابات غذائية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحي ومدروس.
🧪 العلماء يحققون
حاليًا، يعمل الباحثون على فهم كيف تؤثر أدوية GLP-1 مثل Ozempic وWegovy على مستقبلات التذوق، وهرمونات الجوع، والمراكز العصبية في الدماغ.
إذا تمكنا من كشف هذا السر، فقد نكون على أعتاب تطوير أدوية أكثر ذكاءً… تساعد على فقدان الوزن دون التأثير السلبي على التوازن الغذائي أو الصحة النفسية.
🎯 الخلاصة:
-
Ozempic ليس فقط دواءً لضبط السكر أو إنقاص الوزن.
-
يؤثر على الدماغ بطرق قد تغير تفضيلات الطعام جذريًا.
-
النفور من اللحوم والمقليات أصبح علامة مشتركة بين مستخدميه.
-
مزيد من الأبحاث قادمة لفهم هذه الظاهرة المعقدة.
🧠💊👃🍔🥩