
في كشفٍ أثري مذهل، أعلن باحثون عن اكتشاف أقدم بصمة إصبع بشرية معروفة حتى الآن، ويعود تاريخها إلى أكثر من 43,000 عام. ما يجعل هذا الاكتشاف استثنائيًا هو أن البصمة لا تعود لإنسان حديث (Homo sapiens)، بل لشخص من جنس النياندرتال – أقرب أقربائنا المنقرضين.
❖ مكان الاكتشاف
تم العثور على البصمة في كهف في أوروبا، ضمن طبقة طينية حافظت على تفاصيلها بشكل رائع عبر آلاف السنين. وتشير الأدلة إلى أن الشخص الذي ترك البصمة ربما كان طفلًا صغيرًا، يتفاعل مع الطين بطريقة عفوية وطبيعية، كما يفعل الأطفال اليوم.
❖ لماذا هذا الاكتشاف مهم؟
البصمات البشرية تقدم دلائل حيوية على سلوك وتفاعلات أسلافنا. على عكس العظام أو الأدوات، فإن البصمة تحمل طابعًا شخصيًا وإنسانيًا، تذكرنا بأن النياندرتال لم يكونوا كائنات بدائية قاسية كما تصوّرهم بعض الأفلام، بل كانوا أقرب إلينا مما نعتقد — لهم أطفال، فضول، وفضاء يومي يشبه حياتنا في نواحٍ كثيرة.
❖ ما الذي يمكن تعلمه من هذه البصمة؟
توفر البصمة فرصة نادرة لدراسة شكل الأصابع، والعمر المحتمل لصاحبها، وحتى حالته الصحية أو التغذوية. بالإضافة لذلك، فهي تسلط الضوء على التفاعل بين الإنسان والبيئة، وتكشف كيف أن النياندرتال كان يستخدم الطين إما لأغراض فنية أو كجزء من نشاط يومي.
❖ رسالة عبر الزمن
بينما نتقدم في التكنولوجيا ونبتكر الذكاء الاصطناعي، تذكّرنا بصمة عمرها 43,000 سنة بأن الهوية الإنسانية ليست فقط في الإنجازات، بل في الأثر البسيط الذي نتركه خلفنا – حتى لو كان مجرد بصمة صغيرة في الطين.