
لطالما ارتبط سرطان الرئة بالتدخين كأهم عامل خطر معروف، إلا أن الدراسات الحديثة بدأت تكشف عن حقيقة أكثر تعقيدًا، وربما أكثر إثارة للقلق: عدد متزايد من حالات سرطان الرئة يتم تسجيله حاليًا بين أشخاص لم يدخنوا قط. وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة The Lancet Respiratory Medicine، فإن هذا التوجه الآخذ في التزايد يتطلب إعادة النظر في فهمنا لعوامل الإصابة بسرطان الرئة، واستراتيجيات الوقاية منه.
📉 الأرقام لا تكذب
تشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 15% إلى 20% من حالات سرطان الرئة في بعض الدول المتقدمة تُسجّل لدى غير المدخنين. في بلدان مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بدأت هذه الفئة تمثل نسبة ملحوظة من إجمالي المرضى.
🧬 ما وراء التدخين: عوامل خطر جديدة
الدراسة الجديدة تكشف أن هناك عدة عوامل قد تفسر هذه الزيادة، من بينها:
-
التلوث الهوائي: التعرض المستمر للجسيمات الدقيقة (PM2.5) التي تطلقها السيارات والمصانع يمكن أن يؤدي إلى تلف في أنسجة الرئة.
-
الدخان السلبي: حتى من لم يدخنوا مطلقًا قد يكونون قد استنشقوا دخان الآخرين بشكل منتظم.
-
الاستعداد الجيني: بعض الطفرات الجينية ترتبط بالإصابة بسرطان الرئة حتى في غياب التدخين.
-
غاز الرادون: غاز طبيعي مشع يتسرب أحيانًا إلى المنازل دون أن يشعر به أحد، ويعد من مسببات السرطان.
-
استخدام الفحم أو الحطب في الطهي داخل المنازل سيئة التهوية.
🏥 أعراض خفية وتأخر في التشخيص
نظرًا لأن الأطباء والمرضى على حد سواء لا يتوقعون عادة سرطان الرئة لدى غير المدخنين، فقد يتأخر التشخيص لعدة أشهر، مما يجعل فرص العلاج أقل نجاحًا.
💡 ما الذي يجب فعله؟
-
ضرورة تعزيز حملات التوعية بأن سرطان الرئة لا يقتصر على المدخنين.
-
تكثيف الفحوصات الوقائية للأشخاص المعرضين للتلوث البيئي أو الذين لديهم تاريخ عائلي.
-
الاستثمار في أبحاث تستهدف طفرات السرطان الخاصة بغير المدخنين، لأن العلاجات تختلف بحسب النوع الجيني للمرض.
🧠 خلاصة
سرطان الرئة بات يهدد الجميع، وليس فقط المدخنين. ولفهم أعمق وأدق، نحن بحاجة إلى التوقف عن اختزال أسبابه في التدخين فقط، والانفتاح على العلم الذي يكشف لنا يومًا بعد يوم عن تعقيدات جديدة تتعلق بصحة الرئتين.