عندما نفكر في صحة القلب، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو النظام الغذائي، النشاط البدني، وضغط الدم. لكن هل سبق لك أن فكرت أن ما يحدث داخل فمك قد يكون له تأثير مباشر على قلبك؟ يبدو غريبًا، لكن الأبحاث العلمية الحديثة تُظهر أن سوء نظافة الفم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب – والآن بدأ العلماء في فهم السبب الحقيقي لهذه العلاقة.

🔬 ما الذي وجده العلماء مؤخرًا؟

في دراسة نُشرت مؤخرًا، وجد الباحثون أن بعض أنواع البكتيريا الفموية، مثل Fusobacterium nucleatum، يمكن أن تدخل مجرى الدم من خلال اللثة الملتهبة أو المصابة. ما يحدث بعد ذلك مقلق: هذه البكتيريا لا تظل فقط في الفم، بل تنتقل لتستقر داخل الأوعية الدموية، مسببة التهابات مزمنة وتكوين ترسبات داخل الشرايين – وهي من العوامل الأساسية في تطور تصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية.

🦷 كيف تؤثر أمراض اللثة على القلب؟

عندما تُصاب بالتهاب اللثة أو أمراض اللثة المتقدمة (مثل التهاب دواعم السن)، يُصبح الفم بوابة للبكتيريا التي تدخل الدورة الدموية. استجابة الجسم لهذا "الغزو" تكون بإطلاق استجابة التهابية جهازية، تؤثر على:

• الأنسجة الوعائية

• ضغط الدم

• توازن الدهون في الدم

• معدل تخثر الدم

كل هذه التغيرات ترفع من احتمال الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.

❤️ ما الذي يمكن فعله لحماية القلب من خلال الفم؟

1. غسل الأسنان مرتين يوميًا بمعجون يحتوي على الفلورايد.

2. تنظيف ما بين الأسنان بالخيط أو الفرش المخصصة.

3. زيارة طبيب الأسنان بانتظام – حتى إن لم تشعر بألم.

4. الامتناع عن التدخين.

5. مراقبة علامات أمراض اللثة: نزيف، تورم، رائحة فم كريهة.

⚠️ من هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟

• مرضى السكري

• من يعانون من ضعف في الجهاز المناعي

• من لديهم تاريخ عائلي في أمراض القلب

• المدخنون

• من لا يزورون طبيب الأسنان بانتظام

✨ الخلاصة:

الفم ليس فقط مدخل الطعام، بل هو نافذة لصحة جسمك بالكامل. وكلما اعتنيت به، زادت فرصتك في الحفاظ على قلبٍ نابض بالحياة. احرص على روتين فموي صحي يوميًا، فقد تحمي قلبك أكثر مما تتصور!