هل الزهايمر مرض دماغي فقط؟ دراسة جديدة تكشف دورًا خفيًا للأوعية الدموية

منذ أن تم التعرف على مرض الزهايمر لأول مرة في أوائل القرن العشرين، ركزت غالبية الأبحاث على الدماغ باعتباره موطن المرض الرئيسي. غالبًا ما كان يُنظر إلى الزهايمر على أنه نتيجة مباشرة لتراكم بروتينات غير طبيعية مثل بيتا أميلويد وتاو، والتي تسبب تلفًا في الخلايا العصبية وفقدان الوظائف المعرفية. ولكن دراسة حديثة صادرة عن باحثين في جامعات مرموقة، بما في ذلك كلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا، تدعو إلى إعادة النظر في هذه النظرة.

🔬 الزهايمر قد يبدأ من الأوعية الدموية؟

تشير الدراسة إلى أن التدهور البطيء في صحة الأوعية الدموية الدقيقة داخل الدماغ، يمكن أن يسبق التغيرات العصبية التي نربطها عادة بمرض الزهايمر. بمعنى آخر، قد لا يكون الزهايمر "مرضًا دماغيًا بحتًا"، بل يبدأ كـ مرض وعائي دقيق يتطور تدريجيًا ليؤثر على الذاكرة والإدراك.

💡 هذه الفرضية ليست وليدة اللحظة، إذ لاحظ العلماء منذ سنوات طويلة أن هناك صلة قوية بين أمراض القلب والأوعية (مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين) وزيادة خطر الإصابة بالزهايمر. لكن ما يميز هذا البحث هو أنه يُظهر للمرة الأولى دليلًا مباشراً على أن تلف الأوعية الدموية قد يكون المحفز الأساسي لسلسلة التغيرات التي تؤدي إلى الإصابة بالزهايمر.

🧬 كيف يؤثر تدهور الأوعية الدموية على الدماغ؟

الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ مسؤولة عن:

  • توصيل الأكسجين والمغذيات لكل خلية عصبية.

  • إزالة السموم والنفايات الناتجة عن العمليات الحيوية.

  • دعم الحاجز الدموي الدماغي الذي يحمي المخ من المواد الضارة.

عندما تفقد هذه الأوعية كفاءتها:

  • تقل نسبة الأكسجين والمواد الغذائية التي تصل للخلايا العصبية.

  • تتراكم البروتينات السامة في الدماغ.

  • يضعف الحاجز الدموي الدماغي ويبدأ بتسريب عناصر قد تكون مؤذية.

🔄 هذه العملية تؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل الالتهابية التي تعجل بتدهور الخلايا العصبية، ما يسرّع تطور الزهايمر.

🧠 هل نحن بحاجة لإعادة تعريف مرض الزهايمر؟

إذا ثبتت هذه الفرضية بشكل قاطع، فإن فهمنا الحالي للزهايمر سيتغير جذريًا:

  • لن نركز فقط على إزالة اللويحات البروتينية من الدماغ.

  • بل سنبدأ بالتفكير في صحة الأوعية الدموية كجزء أساسي من الوقاية والعلاج.

📌 هذا يفتح الباب أمام استخدام أدوية وعائية أو حتى أنماط حياة صحية (مثل النظام الغذائي والرياضة) كطرق جديدة لإبطاء أو منع تطور المرض.

❤️ كيف يمكننا الوقاية بناءً على هذا الاكتشاف؟

بعض النصائح التي قد تساعد على حماية صحة دماغك من خلال دعم صحة الأوعية الدموية:

  • الحفاظ على ضغط دم صحي.

  • ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين تدفق الدم.

  • اتباع نظام غذائي غني بالأوميغا 3 والخضروات.

  • الابتعاد عن التدخين والكحول.

  • السيطرة على مستويات الكوليسترول والسكر في الدم.

🧭 ما القادم؟

الباحثون يعملون الآن على تطوير اختبارات لتشخيص مشاكل الأوعية الدقيقة في المراحل المبكرة، حتى قبل ظهور أعراض الزهايمر. كما يتم اختبار أدوية تحسّن من أداء هذه الأوعية الدموية كخط دفاع جديد ضد المرض.

🧪 لا يزال هناك الكثير لاكتشافه، ولكن هذا التوجه الجديد يمنح أملاً كبيرًا في تحسين نوعية حياة ملايين الأشخاص حول العالم، والحد من الانتشار المتسارع لهذا المرض الذي يُعد أحد أكثر التحديات الصحية تعقيدًا في العصر الحديث.

 

2025 © جميع الحقوق محفوظة - اخبار الصحة والتعليم العالمية